لا تنتظر الجزاء والشكر من البشر

يجب علينا أن نحرص كل الحرص أن يكون كل عمل خير نقوم هو من أجل ابتغاء مرضاة الله تعالى وليس لنتلقى كلمات الشكر والمديح والثناء من الناس ، بل إذا أخلصنا عملنا لله فقد لا ننتظر من أي أحد جزاءً ولا شكوراً ..

ولنعلم أنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.

ففي بعض الأحيان قد يجد الشيطان مدخلا إلى نفوسنا فيلقي وساوسه علينا بأن هذا الخير الذي نفعله لن نجزى عليهبل بالعكس قد يتناسى هذا الذي قدمنا له معروفا في يوم من الأيام ولا يعترف لنا بالجميل ويمضي في طريقه كأن شيئا لم يكن وكأننا لم نمد له يد المساعد ة .

لكن إذا كان العمل خالصا لله نكون منذ البداية قد تخلصنا من هذه الوساوس لأننا لا ننتظر من هذا الإنسان أي شيء بل ننتظر الأجر والثواب من رب العالمين الذي لا يضيع مثقال ذرة من خير. ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ..))

ولكن مشكلتنا الكبيرة أن أكثر أعمالنا لا يبتغي بها وجه الله تعالى.فعلينا ألا نكرم الناس أو نحسن إليهم ليعاملوننا معاملة حسنة وأن نجاهد أنفسنا للتخلص من هذه الوساوس التي تحبط العمل .

فعن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)).

وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته أو عمله؛ لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة أو العمل، وليس من الرياء أن يسر الإنسان بفعل الطاعة ، لأن ذلك دليل إيمانه ، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، (من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن)، وقد سئل النبي ، صلى الله عليه وسلم ،عن ذلك فقال ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) .

نسال الله تعالى أن يوفقنا ويرحم ضعفنا وأن يجعلنا فقراء إليه أغنياء عمن سواء .